السبت، 23 مارس 2013

قصة مغتريبون مخدوعون

كنت عائداً بسيارتي من أمريكا إلى كندا حيث إقامتي ، وعلى الحدود أعطيت جواز سفري الكندي إلى الموظفة ففتحته وقرأت مكان الولادة المملكة العربية السعودية ، فقالت: كيف السعودية ؟ فقلت بخير .. ونرجو الله أن تبقى بخير .

- منذ متى وأنت تعيش في كندا؟

قال- أنهيت لتوي السنة العاشرة

- متى زرت السعودية آخر مرة؟

قال- منذ ثلاثة أعوام

فنظرت إلي وهي تبتسم وسألتني: من تحب أكثر السعودية أم كندا؟
فقلت لها: الفرق عندي بين السعودية وكندا كالفرق بين الأم والزوجة .. فالزوجة أختارها .. أرغب بجمالها .. أحبها .. أعشقها .. لكن لا يمكن أن تنسيني أمي ..
الأم لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكها .. لا أرتاح إلا في أحضانها .. ولا أبكي إلا على صدرها .. وأرجو الله ألا أموت إلا على ترابٍ تحت قدميها .

فأغلقت جواز السفر ونظرت إلي باستغراب وقالت: نسمعُ عن رغد العيش في السعودية فلماذا تتركها ؟
قلت: تقصدين أمي؟
فأبتسمت وقالت: لتكن أمك ..
فقلت: قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجرة الطبيب ، لكن حنان أحضانها وهي تضمني ولهفة قلبها حين أكون بين يديها تشفيني.


قالت: صف لي المملكة العربية السعودية
فقلت: هي ليست بالشقراء الجميلة ، لكنك ترتاحين إذا رأيت وجهها .. ليست بذات العيون الزرقاء ، لكنك تشعرين بالطمأنينة إذا نظرت إليها .. ثيابها بسيطة ، لكنها تحمل في ثناياها الطيبة .. لا تتزين بالذهب والفضة ، لكن في عنقها مهبط الوحي ومدينة رسول الهدى ..

أعادت إلي جواز السفر وقالت: أرى السعودية على التلفاز وأرى ما وصفت لي ..!!
فقلت لها: أنت رأيت السعودية التي على الخريطة ، أما أنا فأتحدث السعودية التي تقع في أحشاء قلبي ..
قالت : أرجو أن يكون وفاؤك لكندا مثل وفائك للسعودية .. أقصد وفاؤك لزوجتك مثل وفائك لوالدتك.
فقلت لها: بيني وبين كندا وفاءٌ وعهد ، ولست بالذي لا يفي عهده ، وحبذا لو علمتِ أن هذا الوفاء هو ما علمتني إياه أمي.


المهم الكندية أعجبت في أبوسروال وفنيله وصدقته وتركت شغل الجوازات .. وتزوجته
وعاشت في السعودية
وألحين تبيع بهارات وفصفص وبراقع
في الأسواق
ودعت على أمه وأم اللي جابته
جهاراً نهاراً ولعنت الحب والاعجاب
وزود على هم الليالي
ماتنطبق عليها شروط حافز
يعني جوع وتلايم ضلوع ..


ويقولون داوود الشريان بيصلح لها حلقه" بعنوان مغتربون مخدوعون"

ليست هناك تعليقات: